Seddiqi Holding

محفظتنا

نرتقي بالفخامة إلى مستويات جديدة مع مجموعتنا الحصرية من العلامات العالمية الفريدة

استكشف

صديقي القابضة: رحلة نمو تواكب متطلبات العصر الحديث

Share Article
صديقي القابضة: رحلة نمو تواكب متطلبات العصر الحديث
خبر صحفي
19 يونيو 2019
Share Article

CEO Middle East

هنالك مواهب مميزة تجعل لها من ريادة الأعمال أسلوب حياة، وترصد الفرص في أكثر الأماكن غير المتوقعة. وهذا ما أثبته كريستوف نيكيز، رئيس قسم الاستراتيجية وتطوير الأعمال لدى صديقي القابضة، والذي استفاد من تجربة العملاء المميزة داخل أحد المتاجر الأوروبية، ثم حولها إلى فرصة لتمكين شركة التجزئة المتخصصة في مجال الساعات من توسيع عروضها نحو آفاق تتجاوز ما قدمته لأكثر من نصف قرن.

يكشف مبنى صديقي القابضة عن تفاصيل داخلية من الجرانيت والرخام، مع مزيج مبتكر من الزجاج والخرسانة يتيح لأشعة الشمس إضاءة العناصر المنحوتة بإتقان، في مشهد يبدو بعيداً تماماً عن ضجيج الحياة في شارع الشيخ زايد، فيما توفر الحديقة الداخلية الوادعة، والتي يمكن التحكم في درجة حرارتها بدقة، فضاءً مثالياً يطلّ على مساحات العمل والمكاتب وقاعات مجالس الإدارة المجهزة بطريقة مثالية والموزّعة حول فناء داخلي مزين بالنباتات الأنيقة. وبدورها، تزهو الجدران والأرضيات المتناسقة بتدرجات رمادية تكشف عن لمسة فنية مذهلة، وتمثّل مدى تطوّر هذه الإمبراطورية التي بدأت كعلامة متواضعة أسسها أحمد قاسم صديقي في بر دبي عام 1960.

وقد شكّل متجر رولكس الصغير في بر دبي القديمة، المحاط بالمساحات الترابية والطرق الرملية، نقطة الانطلاق لرائد أعمال أراد تقديم الساعات السويسرية الفاخرة التي أحبها إلى سوق الشرق الأوسط لأول مرة، ليؤسس شركةً واصلت توسيع محفظتها الاستثمارية لتضمّ اليوم 50 متجراً وأكثر من 60 علامةً تجاريةً، ومركزاً لخدمات ما بعد البيع، ومصالح عقارية، إضافة إلى تنظيمها لمعرض أسبوع الساعات دبي، والذي يُعدّ من أبرز الفعاليات العالمية في القطاع ويستقطب نخبة العلامات الجارية الأوروبية كل عامين إلى دبي لعقد الاجتماعات والندوات والفعاليات المخصصة للتواصل وتعزيز العلاقات.

ويجمع المبنى مفردات التراث الخاصة بالمؤسسة ورؤيتها المستقبلية، لا سيما مساعيها لإرساء معايير جديدة على مستوى متاجر الساعات الرائدة في المنطقة، من خلال استراتيجية التنويع المخطط لها بعناية فائقة.

ويؤكّد نيكيز في هذا الصدد قائلاً: "اقترن اسم صديقي بعالم الساعات والمجوهرات منذ حوالي 70 عاماً، مع التركيز على قطاع واحد ومنطقة جغرافية واحدة تتمثل في الإمارات العربية المتحدة. وقد حان الوقت لاتخاذ خطوات توسعية تقودنا نحو مزيد من النمو".

ويتولى نيكيز منصبه الحالي منذ نوفمبر 2017، وسبق له أن شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة أحمد صديقي وأولاده بين عامي 2008 و2016، كما اكتسب قبلها خبرةً غنية في قطاع المنتجات الفاخرة خلال سنوات عمله لدى هاري وينستون وبوم آند ميرسييه. وقد ساهم نيكيز بشكل فعّال في وضع استراتيجية التنويع لشركة صديقي.

ويتابع نيكيز حديثه بتواضعٍ لافت: "لم تكن الشركة بحاجة إلى مخاطرة كبيرة لتوسيع نطاق أعمالها نحو فئات جديدة، فهذه الفئات تندرج ضمن حدود خبرتها في قطاع التجزئة الفاخرة".

ووضعت الشركة استراتيجية التنويع في عام 2016 بناءً على خبراتها المعرفية السابقة، لتخطو بذلك الخطوة الأولى على مسار التوسع، ولكن البحث عن الشريك المناسب استغرق وقتاً أطول من المتوقع.

ويشرح نيكيز: "أردنا العثور على علامة تجارية تناسب قيمنا وتوجهاتنا، وقد نجحنا في ذلك بعد أن فكّرتُ في تجربتي الشخصية داخل متجر إيسوب، والذي تميز في جميع مفاصل أعماله، بدءاً من تقديم تجربة تسوّق رائعة للعملاء ووصولاً إلى المفهوم العام للمكان. وعندها وجدتُ أنه من الغريب عدم تواجد هذه العلامة في الشرق الأوسط، لا سيما مع حضورها الراسخ وانتشارها الدولي في أكثر من 100 متجر حول العالم. ودفعني ذلك إلى التواصل مع العلامة وزيارتها في ملبورن، حيث بنيت علاقةً جيدةً معها تكللت بتوقيع اتفاقية لتوزيع منتجاتها في المنطقة".

لطالما تمكّنت مجموعة صديقي القابضة من بناء علاقات عابرة للحدود الجغرافية منذ تأسيسها، فقد كان من الطبيعي أن تنجح في تنظيم معرضها غير التجاري للساعات انطلاقاً من شغفها الحقيقي بهذه الأيقونات الميكانيكية الفاخرة، رغم كونها في قطاع معروف بتحفّظه تجاه التغيير، حيث نجحت في استقطاب نخبة المدراء التنفيذيين السويسريين وأصحاب الرؤى المتقاعدين ورواد القطاع الصاعدين والمدراء الإبداعيين، ممن توجهوا إلى المنطقة للمشاركة في أسبوع الساعات دبي 2015.

ويقول نيكيز بأن امتياز الحصول على أول علامة تجارية لا ترتبط بالساعات استغرق حوالي 18 شهراً، منذ الاجتماع الأولي وحتى طرح أول منتج للبيع. وبدأت العملية في إطلاق بوتيك إيسوب داخل متجر بلومينغديلز، قبل افتتاح أول متجر مستقل للعلامة في المنطقة ضمن توسعة دبي مول خلال العام الماضي. وتمثّلت الإضافة الثانية إلى محفظة صديقي القابضة في علامة أوليبار براون للأزياء الفاخرة والمتخصصة في ملابس الرحلات والمنتجعات.

"حدث التعاون مع أوليبار براون في وقت قياسي لم يتجاوز العام، بدءاً من المفاوضات الأولية وحتى افتتاح البوتيك في دبي مول. ولعلّ رغبة العلامة في التوسع نحو المنطقة عموماً ودبي خصوصاً هو ما ساعدنا في إتمام العملية بسهولة وسلاسة، فضلاً عن نجاحنا في إبراز ما حققناه خارج إطار تجارة التجزئة المتعلقة بالساعات".

تعمل مجموعة صديقي القابضة حالياً على افتتاح علامة تجارية ثالثة في وقت لاحق من هذا العام، ضمن خارطة الطريق التي رسمتها شركة ميزن، التي من المقرر أن تشرف على عمليات توزيع منتجات أوليبار براون وأيسوب وغيرها من العلامات التجارية. وقد تم تحديد أربع فئات من المنتجات وفق هيكل التنويع المعتمد لدى الشركة، وتشمل الجمال والموضة والإكسسوارات والأغذية والمشروبات.

ويؤكّد نيكيز حرص المجموعة على عدم التنويع في مجالات معينة مثل الموضة السريعة، وكشف عن ذلك بالقول: "نبحث عن علامات تجارية لها مكانتها وحضورها المستدام وقيمها التي تعكس أقصى مستويات الجودة بعيداً عن تقلبات الموضة، على غرار أوليبار براون. هذا ما يمثّل رؤيتنا لعالم الأزياء. أما فئة الإكسسوارات فقد تشمل المنتجات الجلدية والنظارات الشمسية وما إلى ذلك، إضافة إلى العلامات التجارية المتخصصة التي تقدم تجارب فريدة للعملاء. وندرك واثقين أن جودة المنتج وقدرته على توفير تجربة مميزة للعملاء تلعب دوراً محورياً في نجاح الأعمال، لذلك وضعنا منهجية قائمة على هذا المفهوم باعتباره يشكّل عاملاً حاسماً في ظل التغيرات السريعة في السوق والتحديات الناشئة عن التجارة الإلكترونية. ويمكن للمتاجر الفعلية الحفاظ على مكانتها ومواجهة التجارة الإلكترونية بنجاح إن تعاونت مع علامات تجارية متفوقة من حيث جودة المنتجات وتجربة العملاء".

ويشهد التوزيع، وهو أحد مجالات البيع بالتجزئة، تغييرات جذرية في عصر التجارة الإلكترونية، لذلك تعمل الشركة على تطوير إجراءات تواكب هذا التحوّل وتلبي متطلبات التوزيع المحلي عبر الإنترنت لمنتجات علاماتها التجارية. 

ويعتقد نيكيز بأن وضع استراتيجية توزيع مثالية لمنتجات أي علامة تجارية لا يمكن أن يتم بمعزل عن آليات التوزيع الرقمي. وفي معرض إجابته حول خطط التجارة الإلكترونية لشركة صديقي القابضة، أشار نيكيز بأن المجموعة تركّز في الوقت الحالي على متاجرها، وقال: "نعمل على تطوير تجارة التجزئة الفاخرة للارتقاء بها من مستوى البيع التقليدي إلى آفاق قائمة على تجارب العملاء، ضمن مشهد يتكامل مع تجربة التجارة الإلكترونية التي نقدمها".

وتلعب الرؤية طويلة الأمد لعائلة صديقي دوراً جوهرياً حسب تعبير نيكيز، فهي المرجع الذي يحكم أي قرار متخذ، سواء بخصوص موقع المقر الرئيسي للمجموعة والذي تم بناؤه على شارع الشيخ زايد، أو اختيار الشركاء المناسبين من العلامات التجارية، أو كيفية الحفاظ على إرث العائلة الغني وحمايته من خلال التنويع في محفظة الأعمال الاستثمارية.

ويتطلّب النجاح في إدارة عملية التنويع النظر في التغييرات الداخلية ضمن مجموعة صديقي. ومن أجل الحفاظ على الثقافة السائدة في الشركة التي تديرها العائلة، تم اختيار الموظفين في القسم الجديد بما يتناسب مع قيمها الراسخة.

ويقول نيكيز في هذا السياق: "نجح الموظفون الجدد في التأقلم بسرعة قياسية، بل أضافوا إلى آليات العمل مهارات وأساليب تفكير غير مألوفة نظراً لخبراتهم التي راكموها من قطاعات مختلفة. وأنا أحرص دوماً على مشاركة المعرفة والخبرة بين مختلف وحدات الأعمال المتنوعة، والاستفادة من نظام إدارة الأداء، والتأكد من تفاعل جميع الجهات المعنية، مما يساعد على تعزيز التواصل وتحقيق الرؤية التي تبدأ دائماً من عائلة صديقي، فهي تمثّل القدوة وتضع القيم المحددة لسلوك العمل اليومي".

تحوّلت شركة أحمد صديقي وأولاده، الاسم العريق في قطاع التجزئة الفاخرة، إلى مجموعة صديقي القابضة خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث توسّعت محفظتها الاستثمارية لتشمل العقارات وخدمات ما بعد البيع اعتماداً على بنيتها التحتية القائمة. وقد ترافق التوسع مع تطور هائل في حجم الشركة، تضمن ازدياد عدد موظفيها من حوالي 300 قبل عشر سنوات إلى نحو 900 موظف اليوم، مع توجيه الخدمات الداخلية المطوّرة لدعم الأقسام الثلاثة في مجموعة صديقي القابضة، بما فيها ميزن.

ويكشف نيكيز بأن "بيئة العمل هذه تدعو إلى الاطمئنان، لأن استراتيجية تنويع الأعمال لا تتعلق بتحقيق عوائد فورية على الاستثمار. وتدرك المجموعة بأن تحقيق التوسع لا يتم بين ليلة وضحاها، لذلك فهي تمنحنا كل الوقت لبناء القسم الجديد وتوفر لنا الدعم الكافي للعثور على العلامات التجارية المناسبة والموقع الأمثل. وتكمن مزايا الشركة العائلية في اعتمادها معايير الجودة والرؤية طويلة الأمد، والتي لا تبحث عن تحقيق أهداف مالية محددة كل ثلاثة أشهر".

لتنويع: اعتبارات ينبغي مراعاتها
الاستفادة من مجالات الخبرة المتوفرة.
"يعتمد نجاح تنويع الأعمال على الالتزام بقيم العلامة التجارية والتركيز على مجالات الخبرة التي تتميز بها. لذلك كان من السهل بالنسبة إلى مجموعة صديقي القابضة التفكير بتوسيع فئات أعمالها ضمن مجال لها خبرةٌ ودرايةٌ واسعة فيه، وهو قطاع التجزئة الفاخرة".

المغامرة والابتكار
يقول نيكيز:"قررت مجموعة صديقي القابضة الخروج عن نطاق أعمالها في مجال الساعات والمجوهرات، ولكنها أرادت تحقيق ذلك بطريقة تتناغم مع هذه الأعمال". ونجحت المجموعة في توسيع أعمالها على مستوى تجارة التجزئة الفاخرة، حيث حددت أربعة مجالات تنتمي إلى هذا القطاع. ويشرح نيكيز هذه الاستراتيجية: "نبحث الآن عن الشريك المناسب للانتقال معه إلى مجال الأغذية والمشروبات". فهي تُعدّ نقطة انطلاق مهمة للمجموعة، ولكن تحقيقها يتطلب مراحل مختلفة.

التعاون
من الضروري للشركة الباحثة عن تنويع محفظة أعمالها أن تتعاون مع علامات تجارية تشاركها القيم الجوهرية ذاتها. ويقول نيكيز في هذا السياق: "تبدي إيسوب حرصاً كبيراً على أسهم علامتها التجارية ولديها سياسة توسع مدروسة بعناية. أمّا استراتيجيتها فتركز على تعزيز تجارب العملاء وإبراز جمالية التصميم داخل المتجر، وهذا يشبه الفلسفة التي تعتمدها علامات الساعات التي نعمل معها".

بناء العلاقات
لطالما استثمرت مجموعة صديقي القابضة في بناء علاقات متينة قوامها الثقة المتبادلة والاحترام والمنهجية المشتركة. وقد اعتمدت هذه القيم في سياستها المتعلقة بتنويع أعمالها، فيقول نيكيز: "أجرينا العديد من المحادثات مع إيسوب على مدار 18 شهراً، وتطلّب مني الأمر السفر إلى ملبورن لمقابلة المسؤولين عن العلامة التجارية".

For better web experience, please use the website in portrait mode